رؤساء حكومات النرويج يوناس غار ستوره وإسبانيا بيدرو سانشيز وإيرلندا سايمون هاريس.
رؤساء حكومات النرويج يوناس غار ستوره وإسبانيا بيدرو سانشيز وإيرلندا سايمون هاريس.
صورة للبيان النرويجي
صورة للبيان النرويجي
-A +A
«عكاظ» (جدة، عواصم) okaz_online@

وسط ترحيب فلسطيني وغضب إسرائيلي كبير، أعلنت إسبانيا والنرويج وإيرلندا الاعتراف رسميا بالدولة الفلسطينية، في خطوة ستدخل حيز التنفيذ يوم 28 مايو الجاري.

وأكدت أوسلو في بيان لوزارة الخارجية ان الاعتراف بدولة فلسطين جاء بجهود مكثفة تقودها السعودية واعضاء اللجنة العربية الاسلامية المكلفة بقمة الرياض، فيما يرى مراقبون سياسيون أن هذا الاعتراف يعد خطوة مهمة على طريق الحصول على العضوية الكاملة لدولة فلسطين في الأمم المتحدة. وأفاد المراقبون بأن هذا الاعتراف يأتي كثمرة للجهود السعودية الكبيرة التي بذلت خلال المرحلة الماضية ولاتزال من أجل تحقيق حلم الدولة الفلسطينية وحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره، ولفتوا في هذا السياق إلى الجولات المكوكية التي قامت بها اللجنة الوزارية المشكلة من القمة العربية الإسلامية التي عقدت في الرياض في شهر نوفمبر الماضي، برئاسة وزير الخارجية الأمير فيصل بن فرحان، وجابت العديد من دول العالم، للمطالبة بضرورة وقف الحرب في غزة، وإيجاد مسار جاد وحقيقي لحل الدولتين.

وقال رئيس وزراء النرويج يوناس غار ستوره إن بلاده ستعترف بفلسطين كدولة مستقلة اعتبارا من 28 مايو الجاري. وأضاف أن الهدف من الاعتراف هو إقامة دولة فلسطينية متماسكة سياسيا أساسها السلطة الفلسطينية، مؤكدا أن حل الدولتين من مصلحة إسرائيل. وأكد أنه يتعين الإبقاء على البديل الوحيد الذي يوفر حلا سياسيا للإسرائيليين والفلسطينيين على حد سواء، وهو دولتان تعيشان جنبا إلى جنب في سلام وأمن. وقال إن الحرب في غزة جعلت من الجلي أن تحقيق السلام والاستقرار لا بد أن يستند إلى حل القضية الفلسطينية.

وكشفت الخارجية النرويجية إبلاغ السلطات الفلسطينية والإسرائيلية بقرار الحكومة الاعتراف بدولة فلسطين. واعتبر وزير الخارجية النرويجي إسبن بارث إيدا أن الاعتراف بالدولة الفلسطينية سيكون عاملا مساعدا في إحلال السلام بالمنطقة.

من جهته، أعلن رئيس الوزراء بيدرو سانشيز أن بلاده ستعترف بدولة فلسطينية يوم 28 مايو. وقال: «نحن شعب مسالم وهذا ما يظهره آلاف المتظاهرين في الاحتجاجات ضد مجازر غزة»، متهما رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بمواصلة تدمير غزة وتعريض حل الدولتين للخطر.

بدوره، أعلن رئيس الوزراء سايمون هاريس أن دبلن ستعترف بدولة فلسطينية، متوقعا أن تنضم دول أخرى إلى إيرلندا وإسبانيا والنرويج في اتخاذ هذه الخطوة خلال الأسابيع القادمة.

وعقد الزعماء الثلاثة للحكومة الائتلافية، وهم رئيس الوزراء سايمون هاريس، ووزير الخارجية مايكل مارتن، ووزير المواصلات إيمون رايان، مؤتمرا صحفيا أمام مبنى الحكومة لإعلان القرار.

وشدد هاريس على أن شعب فلسطين يستحق مستقبلا مليئا بالأمل والسلام، مؤكدا أنه «لا مستقبل للنسخة المتطرفة من الصهيونية التي تغذي عنف المستوطنين والاستيلاء على الأراضي». وشدد رئيس الوزراء الإيرلندي على أنه «لا يمكن أن يكون هناك سلام من دون المساواة، ومن المهم ألا يتم تفسير قرارنا بشكل خاطئ».

من جانبها، رحبت فلسطين بإعلان النرويج وإسبانيا وإيرلندا رسميا الاعتراف بدولة فلسطين واستكمال إجراءات صدور مراسيم الاعتراف يوم 28 مايو الجاري، مؤكدة أنه تكريس حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره على أرضه وفي أخذ خطوات فعلية لدعم تنفيذ حل الدولتين.

في المقابل، استدعت إسرائيل سفيرَيها في إيرلندا والنرويج لإجراء مشاورات طارئة. وقال وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس: «أوجه اليوم رسالة شديدة اللهجة إلى إيرلندا والنرويج: لن تلزم إسرائيل الصمت على ذلك».

ومنذ عام 1988، اعترفت 139 دولة من أصل 193 دولة عضو في الأمم المتحدة بالدولة الفلسطينية.

يذكر أن 8 دول أعضاء في الاتحاد الأوروبي تعترف بالدولة الفلسطينية، وهي بلغاريا وبولندا والتشيك ورومانيا وسلوفاكيا والمجر والسويد، إضافة إلى قبرص.

وأفادت وثيقة أوروبية داخلية بأن الاتحاد الأوروبي يقترح عقد مؤتمر للسلام في الشرق الأوسط في نهاية يونيو 2024. وتحدثت الوثيقة عن إمكانية عقد مؤتمر تحضيري للسلام في الشرق الأوسط دون مشاركة طرفي النزاع، واقترحت عقد مؤتمر تحضيري للسلام نهاية يونيو 2024 في أوروبا أو في دولة عربية.كما تقترح الوثيقة الأوروبية أيضا فرض عقوبات على الطرف الذي يعترض على مخرجات مؤتمر السلام التحضيري.